/ الفَائِدَةُ : (34) /
17/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الباحثُ عن الحقيقةِ على سبيلِ النَّجَاةِ / إِنَّ الباحثَ عن الحقيقةِ حال بحثه هو علىٰ سبيلِ النَّجاةِ . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ إِطلاق بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في وصيَّته لكميل بن زياد رَحِمَهُ اللَّهُ : «... يا كميل ... احفظ عنِّي ما أَقول لك : النَّاس ثلاثة : عَالِمٌ رَبَّانيٌّ ، ومُتَعلِّم علىٰ سبيل نجاة ، وهَمَج رعاع ، أَتْبَاع كُلّ ناعق ، يميلون مع كُلِّ ريحٍ ...»(1). 2ـ إِطلاق بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «إِنَّ النَّاس رجلان : عَالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، وسائر النَّاس غثاء ...»(2). 3 ـ إِطلاق بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « الناس إثنان : عَالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، وسائر الناس هَمَج ، والهَمَج في النار »(3) . والهَمَج بالتحريك جمع همجة : وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها . ذكره الجوهري (البحار) . إِذَنْ : المخلوق ما دام يُراعي الاِحتمال فهو مؤمن ، لكن بشرط أَنْ يُصيب ذلك الِاحتمال اِرتكازه الفِطْريّ أَو يتحرَّك بمقتضاه(4) لا بمقتضىٰ الهيئات النَّفسانيَّة الرَّديَّة وإِنْ كان ظاهر حاله يُوهم الطَّرف بعدم تلبِّسه بدين الحقّ ، كما هو حال ترائي النَّبيّ إِبراهيم عليه السلام لعبدة الكواكب والنجوم . فانظر : بيان عزَّ جلاله المُقتصّ لخبره : [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ] (5). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 23: 44ـ 45/ح91. اكمال الدِّين: 169 ـ 171. (2) بحار الأَنوار، 1: 194/ح8. (3) المصدر نفسه : 187/ح3 . (4) مرجع الضمير: اِرتكازه الفِطْرِيّ. (5) الأَنعام: 75 ـ 79